價格:免費
更新日期:2019-07-26
檔案大小:10M
目前版本:9.0
版本需求:Android 4.0.3 以上版本
官方網站:mailto:ahmadawad2023@gmail.com
Email:https://sites.google.com/view/ahmad-awad/home
من آیات النبوة الباھرة و المعجزات الظاھرة إخبار النبي
صلى الله علیھ وسلم بأمور غیبیة و أحداث مستقبلیة وقعت كما
أخبر صلى الله علیھ وسلم عنھا فكان دلیلا على أنھ لا ینطق عن
الھوى إن ھو إلا وحي یوحى.
فالغیب أنواع كما یقول العلماء: غیب مطلق لا یعلمھ إلا الله
وحده، و غیب یُعلمھ لرسلھ {إلا من ارتضى من رسول}.سورة
الجن الآیة ٧
فإنھ یعلم رسولھ بشيء من الغیب فیخبر الرسول صلى الله
علیھ وسلم شیئا مما علمھ إیاه و أطلعھ علیھ لیكون برھان على
نبوتھ و دلیل على رسالتھ.
و كثرت الأحداث التي أخبر بھا رسول الله صلى الله علیھ
وسلم حتى أن العلماء عدوھا فبلغت ما یقرب من ألف أمر غیبي
تحقق منھا و بإذن الله ستتحقق الباقي و إن بعض منھا لا نعلم
مغزاه إلا في حینھ و ما كثرة النبوات التي أخبر بھا المصطفى
صلى الله علیھ وسلم إلا لتبلیغ الحق و تبیین الطریق لأمتھ
وكشف الظلام في طریقھا بنور النبوة و تسھیل أمرھم و ھم
ساعین في ھذه الحیاة بأعمالھم و سلوكھم و ھم منتقلین إلى الدار
الآخرة.
و عن حذیفة بن الیمان رضي الله عنھ أنھ قال: قام فینا رسول
الله صلى الله علیھ وسلم مقاما ما ترك شیئا یكون في مقامھ ذلك
إلى قیام الساعة إلا حدث بھ، حفظھ من حفظھ و نسیھ من نسیھ
قد علمھ أصحابي ھؤلاء و إنھ لیكون منھ الشيء قد نسیتھ فأراه
فأذكره كما یذكر الرجل وجھ الرجل إذا غاب عنھ ثم إذا رآه
عرفھ. رواه البخاري ٦٦٠٤
و روي في الصحیح و یفصل عمرو بن الخطاب رضي الله
عنھ ھذه الخطبة فیقول: صلى بنا رسول الله صلى الله علیھ وسلم
الفجر و صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظھر فنزل فصلى
ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى بنا
ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما
ھو كائن فأعلمنا أحفطنا.
یقول ابن حجر: دل ذلك على أنھ أخبر في المجلس الواحد
أحوال المخلوقات منذ ابتدئت إلى أن تفنى إلى أن تبعث فشمل
ذلك الإخبار عن المبدأ و المعاش والمعاد في تیسیر إیراد ذلك
كلھ في مجلس واحد من خوارق العادة أمر عظیم – و یقرّب
ذلك – مع كون معجزاتھ لا مریة في كثرتھا أنھ صلى الله علیھ
وسلم أعطي جوامع الكلم.
اختلفت الناس في نبوءات الرسول صلى الله علیھ وسلم التي
تحدث فیھا أحداث النھایة و خاصة زمن المھدي علیھ السلام
و وصل بالناس منھم من ادعى بأنھ ھو المھدي و ربما كون
جیشا و خاض حربا أو خرج على الشریعة في دولتھ و ترتب
على ذلك خسائر للمسلمین في كثیر من الأحیان و اختلفوا أیضا
في زمن الملحمة الكبرى و المسیح الدجال و تسببت في
احتكاكات بین المسلمین و دول أخرى للفھم الخاطئ و سببت
أضرارا لا تقل عن الأولى.
و من ھذا المنطلق سنحاول بقدر المستطاع و بعون الله أن
نصحح زمن النبوءات و نحاول وضعھا في مسارھا أو مسار
أقرب إلى مسارھا الصحیح، وسوف یتحقق لنا ذلك على ضوء
أحداث السیرة المحمدیة، فرسول الله صلى الله علیھ وسلم قال:
حیاتي خیر لكم و مماتي خیر لكم.
فسیرة الرسول صلى الله علیھ وسلم بھذا النمط التي مشت فیھ
من بدایة البعثة المحمدیة من سن الأربعین إلى الثلاثة و الستون
و الذي تحقق فیھ الإسلام من بدایة فرد واحد إلى إسلام كل
الجزیرة العربیة ما ھي إلا نمط مصغر للعالم بأسره بعد انتقالھ
على نفس الشاكلة تقریبا و لكن بتوسع بحیث أن السنة من
سنوات السیرة المحمدیة تكون موازیة لعدید من السنین على
مدار الزمان إلى نھایة العالم.
فما حدث في سنة من سنوات الرسول سوف یحدث في عدید
من السنین موازیا للسنة النبویة و إن كان بصورة مختلفة
تتناسب مع كل عصر من العصور وفي ظروف مختلفة عن
السنة المحمدیة، و ھذا سیكون الجزئیة الأولى من البحث الذي
نقوم بھ ونكون بذلك حاولنا كشف المستقبل بأنوار سیرة رسول
الله صلى الله علیھ وسلم.
و سھلنا موضوع النبوءات التي أخبر بھا المصطفى صلى
الله علیھ وسلم لأحداث العالم إلى نھایتھ و تكون فرصة عظیمة
لنفھم حاضرنا.
و یكون عند المسلمین من الیقین بما یسعون إلیھ وتحقیقھ من
بصیرة بالأمور تكاد تقترب من الحقیقة لیكون المشي إلى تبلیغ
رسالة الله في أرضھ على أرض صلبة و استعداد بثقة و تعقّل
وعمل بدأب مستمر للوصول إلى الغایة، و ھي نشر الدین في
أرض الله من أدناھا إلى أقصاھا بسلام و بسلم و أمن وسوف
نذكر أولا النبوءات التي تحققت في زمنھ صلى الله علیھ وسلم
والنبوءات التي تحققت بعده إلى زماننا ھذا.